مثنى السرطاوي

نفتقر إلى المتخصصين الماهرين في شتى المجالات، ولا يوجد منهم إلا ما ندر، والطامة أننا لا نرى إلا الذين اشتهروا من خلال عالم السوشيال ميديا وسوقوا لأنفسهم حتى اصبحنا نعتقد بأنهم الافضل؛ والسبب يرجع لفن علم التسويق الذي له من المزايا ما له. ولكن خلط الاوراق بين الفاشلين والمبدعين صنع قناعات الجمهور وابرز اشخاصاً قد لا يستحقون هذا الظهور.
أين نحن من هذا الاسم: مثنى السرطاوي، جراح العظام الكويتي الذي يعمل في مستشفى راش بولاية شيكاغو، والذي أسهم في تطوير عملية تبديل الركبة بالولايات المتحدة، ‏وذلك من خلال إدخال تعديلات على تقنية تستخدم لجراحة تبديل الركبة، وقد برع في مجاله وأجرى اكثر من 500 عملية ناجحة بهذا الخصوص، والامر المفرح أنه كان من ضمن الفريق الطبي الذي اجرى عملية للرئيس الأميركي السابق جورج بوش؟!
إن النجاح ليس الحصول على شهادة البكالوريوس فقط بل التميز والاضافة واثراء التخصص الذي تعمل به.. فإننا في زمن اصبح فيه الجميع يحمل شهادة الجامعة ولا نستطيع التفريق بين المبدع والفاشل إلا في الانجاز الحقيقي والتفرد في ذات التخصص، والحمدلله انه ما زالت في بلادي اسماء مبدعة بمعنى الكلمة، مثل مثنى السرطاوي الذي لن اتوانى ثانية واحدة في تسطير احرف الثناء وفاءً له ولأمثاله، فإن دعم الناجحين ولو بالشيء البسيط يحفز الآخرين ليسيروا خلف ركبهم والاقتداء بهم.
وقال الشاعر إن العلم يبني بيوتاً لا عماد لها، والجهل يهدم بيوت العز والشرف.
وفي نهاية المطاف فإن الزمن كفيل بإظهار البارعين في مجالاتهم وأعمالهم وواجباتهم.. وعلينا فقط المثابرة واتقان العمل.. وبهذا الصدد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ».. فلا تغتاظ من التلميع الذي مهما صنع بريق الفاشلين فإنه سوف ينطفئ بعد التجربة، فخيرُ دعاية للمرء هو عمله المتقن.
علي الصابري
A-alsabri@hotmail.com
alialsabri@

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *