السرطاوي: الخشونة منتشرة بسبب تقدم العمر والسمنة

إعداد د. خلود البارون |
د. مثنى السرطاوي.. جراح عظام كويتي، حاصل على البورد الكندي والأميركي في جراحة العظام والزمالة في جراحة تبديل المفاصل من مستشفى راش العالمي الذي يأتيه كبار المسؤولين مثل الرئيس السابق جورج بوش ، يشغل حاليا منصب رئيس قسم في مستشفى كرستي كلينيك، وقد تولى مؤخرا ادارة مركز برسنز كوفنت هوسبيتال المتخصص في عمليات اليوم الواحد لزراعة مفصل الركبة. بعد تخصص د. السرطاوي في جراحات المفاصل، وبخاصة مفصل الركبة بدأ منذ سنتين العمل في المستشفى الاميركي، واظهر خلال عمله تميزا واجتهادا وتنظيما اسهمت في اكتسابه مناصب ومسؤوليات كبيرة خلال مدة وجيزة، فاصبح جراحا. وخلال زيارته لـ القبس قبل أيام كان لنا معه هذا اللقاء.
اصبحت خشونة المفاصل، وبخاصة خشونة مفصل الركبة، من الحالات او الامراض المنتشرة عالميا. وشرح د. مثنى السرطاوي، جراح عظام ورئيس قسم في مستشفى كريستي كلينيك ومدير مركز برسنز كوفنت هوسبيتال في اميركا قائلا «الخشونة، تعريفا، هي عبارة عن تآكل الغضاريف الناعمة المغلفة لسطح عظام المفصل مما يؤدي الى صعوبة حركة مفصل الركبة. ومن أهم اسبابها تقدم العمر. وحيث بينت الدراسات ان %40 ممن تعدوا عمر الستين سنة لديهم درجة من درجات الخشونة. كما تعد السمنة المفرطة سببا آخر لانتشار خشونة الركبة بين صغار السن، لأنها تضع حملا كبيرا على مفصل الركبة مما يسبب تآكله واهتراءه. وهناك اسباب اخرى كالإصابة بالحوادث والكسور، والعدوى بأنواع معينة من الجراثيم، ومرض الروماتيزم ووجود الاستعداد الوراثي».
◗ العلاجات المتوافرة
أولاً العلاجات التحفظية (غير الجراحية):
– عقاقير تسكين الالم
– فقدان الوزن الزائد.
– تغير نوعية الحركة وتفادي اي حركات خطأ تضر بالقوام السليم. مثل التوقف عن تكرار الانشطة التي تزيد الحمل على الركبة (كالنط والجري).
– استخدام ادوات تساهم في تخفيف الحمل على الركبة مثل العكاز والمشاية.
– حقن الركبة. وتنقسم الى ثلاثة انواع: الكورتيزون او الزيت او الخلايا الجذعية.
– العلاج الطبيعي.

مثنى السرطاوي
من يحتاج إلىعملية جراحية؟◗
بين د. مثنى خطأ الاعتقاد بأن كل شخص مصاب بالخشونة عليه الخضوع لعملية تركيب او زراعة المفاصل الصناعية. حيث تقترح هذه العمليات الجراحية تحديدا على من تفشل العلاجات السابقة في تحسين حالتهم وتستمر معاناتهم من الالم وصعوبة الحركة بحيث تمنعهم من ممارسة نشاطات حياتهم اليومية. اما المصابون الذين لا يشكون من ألم أو تنجح العلاجات التحفظية في تخفيف ألمهم ويمكنهم التأقلم مع صعوبة الحركة ومتابعة ممارسة روتين حياتهم فلا ينصحون بالتدخل الجراحي.
مضاعفات العملية ◗
عملية زراعة المفصل من العمليات الممتازة التي توفر حلا جذريا لمن يعانون تآكلا شديدا في مفصل الركبة ويعانون الالم وصعوبة الحركة، لكنها تظل عملية جراحية تقرن باحتمال حدوث عدة مخاطر ومضاعفات. ورغم ان احتمال حدوثها لا يتعدى %10، فان من المهم أن يشرح الجراح للمريض مخاطر العملية والمضاعفات المحتملة. وتشمل: مضاعفات التخدير، التورم، الجلطة الدموية، تلوث الجروح والاصابة بالتهابات، ارتخاء المفصل، تركيب المفصل بشكل غير سوي وغيرها.
أنواع العمليات ◗
هناك نوعان رئيسان من مفاصل الركبة، المفصل الجزئي (او النصفي) والمفصل الكامل. كما تصنع من مادتين؛ إما التيتانيوم او الكوبلت كروم. وزراعة المفصل الجزئي تناسب من لديه خشونة في جزء واحد من مكونات الركبة فقط. ويتم التأكد من هذا الامر عبر التشخيص الاكلينيكي الدقيق. وعادة ما يكون السبب هو اصابة الشباب والصغار بالحوادث او الكسور سابقا. وتحتل هذه الحالات حيزا صغيرا لا يتجاوز %10 من الحالات، بينما تحتاج الـ%90 المتبقية منها لزراعة المفصل الكامل.
مفصل جديد أطول عمراً ◗
معظم المفاصل الموجودة في السوق حاليا يتراوح عمرها ما بين 10 إلى 20 سنة وأما المفاصل الحديثة المستخدمة منذ خمس سنوات في المركز الذي أعمل به في أميركا، فتحتوي على مادة بلاستيكية تم تطويرها عبر اضافة فيتامين إي E الامر الذي ساهم في اطالة عمرها الى 30 عاما. وبالإضافة الى مرونتها، فهي تسمح للمريض بأن يقوم بجميع الأنشطة البدنية والرياضية التي يرغب بها من دون الخوف على تآكل المفصل الصناعي».
أمنية بانتقال التجربة إلى الكويت

تمنى د. مثنى ان تنتقل التجربة الاميركية الى الكويت، وشرح قائلا «عندما لاحظ المسؤولون في اميركا ان اعداد المصابين بالخشونة تتزايد بين الكبار والصغار وبعدما لاحظوا انني كنت اقدم عملا جراحيا ادى إلى نتائج متميزة عن باقي المستشفيات في المنطقة، قاموا بالاستثمار في بناء مركز متخصص لجراحة المفاصل. وقاموا بتعيني مديرا للمركز.
ويضم هذا المركز فريقا طبيا متكاملا يعالج مرضى المفاصل من جميع النواحي بالإضافة الى توفير المعدات والادوية والتكنولوجيا الطبية، بما فيها التثقيف وعلاج السمنة والرعاية بعد العملية. واتمنى ان يتم تطبيق التجربة نفسها في الكويت نظرا الى انتشار الاصابة بالخشونة ايضا».
برنامج عمليات اليوم الواحد المتميز
تميز الدكتور مثنى وابدع من خلال قيامه بوضع برنامج متكامل ينظم عمليات جراحة اليوم الواحد لتبديل مفصل الركبة. وشرح قائلا «يخشى كل مريض من تبعات عملية زراعة مفصل الركبة مثل الالم الشديد وعدم القدرة على الحركة والحاجة للمساعدة حتى يقف او يقصد الحمام او يمارس حياته اليومية. كما يضطر كثيرون للبقاء في المستشفى لفترة تتراوح ما بين اسبوع الى اسبوعين، والاستمرار على العلاج الطبيعي والتأهيل لفترة طويلة حتى يمكنه استعادة قدرته الطبيعية على الحركة. يقول «الامر الذي انفردت وتميزت به في المنطقة التي اعمل بها هو وضع بروتوكول الجراحة اليومية بشكل يضمن تقليل الالم وفترة النقاهة بقدر الامكان. وذلك بدءا بتغيير تقنية العملية الجراحة لتجري باقل ضرر للمفصل ومن دون قطع العضلات او الاوتار، مرورا ببرنامج اعادة التأهيل والتحكم بالألم (علاج الالم)، وانتهاء بتحديد دور كل فرد من الطاقم الطبي كالجراح والممرض واختصاصي العلاج الطبيعي والتأهيل، حتى يعرف كل منهم مسؤولياته ويباشرها في اسرع وقت.
على سبيل المثال، بعد ان يخضع المريض لعملية زرع المفصل التي تستغرق عادة ما بين ساعة ونصف الساعة الى ساعتين (وفق تعقيد الحالة) يؤخذ الى غرفة النقاهة ليبدأ معه علاج التحكم بالألم، ومن ثم الى غرفته حتى يقوم متخصص العلاج الطبيعي مباشرة بتدريبه على ثني الركبة والوقوف. وبعدها يأتي دور الممرض في متابعة صحة الجروح وتقييم صحة المريض بشكل عام. لذا، يتمكن المريض من استعادة استقلاليته بأسرع وقت».
فوبيا الكورتيزون.. خطأ!

نبه د مثنى الى خطأ الرعب المنتشر محليا من حقن الركبة المحتوية على مركبات الكورتيزون. وقال «خلصت ابحاث جمعية الجراحين الاميركية التي قارنت ما بين حقن الزيت والكورتيزون والخلايا الجذعية من حيث النتيجة والتكلفة، الى تفضيل حقن الكورتيزون ونصحت بها كعلاج مبدئي وأساسي. ووجدت ان حقن المركبات الأخرى أقل فائدة نظرا لارتفاع تكلفتها. فعقار الكورتيزون مفيد جدا كعلاج وليس فقط لتسكين الالم. فبالإضافة الى تخفيفه للألم الشديد الذي يشعر به المصاب، فهو يخفف الالتهابات وتهيج الاعصاب الناتجة عن احتكاك عظام المفصل ببعضها. أما حقن الزيت، فهي عبارة عن مادة صناعيه تحاكي السائل الطبيعي الموجود في الركبة. وتستخدم لتعويض السائل المفقود ولزيادة مرونة وسلاسة حركة المفصل. بيد أن سعرها باهظ وفائدتها لا تضاهي فائدة الكورتيزون.
لذا، فالخوف من الكورتيزون محليا ناتج عن سوء الفهم وتشبيهه بحبوب الكورتيزون المسببة لكثير من الآثار الجانبية مثل انخفاض المناعة وزيادة الوزن واضطراب معدل سكر الدم وترقق العظام. لكن حقن الكورتيزون في الركبة له تأثير موضعي لا يسبب هذه الاعراض ما عدا تأثيرها الخفيف في معدل السكر. وعليه، ينصح مريض السكر بقياس معدل سكر الدم قبلا، لأنها ستسبب ارتفاعه قليلا بعد الحقن».
للوقاية من الخشونة
يمكن تجنب الاصابة بخشونة مفصل الركبة عبر الحفاظ على الوزن الصحي، تناول تغذية صحية، الحركة وممارسة الرياضة. بينما ينصح من لديه درجة من درجات الخشونة في الركبة بالحفاظ على صحتها من خلال تفادي ممارسة الرياضات التي تزيد الحمل والضغط على المفصل مثل الجري او النط، وينصح بممارسة الرياضات اللاهوائية (الآيروبيك) والسباحة والدراجة على كرسي.