أسباب آلام مفصل الركبة في الأعمار المختلفة

ربما تمر شكوى آلام الركبة مرورًا كريمًا إذا كانت صادرة من أحد كبار السن، لكن بعضنا قد يندهش إذا سمع أن أحد الصغار أو الشباب أو حتى الرياضيين يعاني ألمًا بهذا المفصل؛ إذ تبدو أسباب آلام مفصل الركبة في هذه المراحل العمرية مجهولة بالنسبة للبعض.
وتشير الدراسات في هذا الصدد أن نسبة انتشار آلام الركبة تتراوح عالميًا بين 10 إلى 60% بين الفئات العمرية المختلفة مع زيادة ملحوظة في معدلات ظهورها فيمن هم أكبر سنًا.
فيا تُرى ما أسباب آلام مفصل الركبة في الأعمار المختلفة؟ وهل جميعها يتطلب استبدال المفصل بالكامل؟ هذا ما نتناوله تفصيلًا في هذا المقال.
ما أسباب آلام مفصل الركبة عند الأطفال والمراهقين؟
تتنوع أسباب الشعور بألم في مفصل الركبة لدى الأطفال والمراهقين بناءً على مرحلة النمو والنشاطات البدنية التي يمارسونها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
آلام النمو
ترتبط آلام النمو بالدخول في مرحلة البلوغ، وتظهر في سن المدرسة في الذكور أكثر منها لدى الإناث؛ إذ يشعر الصبي ببعض الألم في الفخذ والذي قد يمتد إلى خلف الركبة خصوصًا في أثناء الليل، وعادةً ما يكون مصحوبًا بأعراض أخرى، منها:
- ألم البطن.
- الصداع.
والجدير بذكره أن آلام البلوغ لا تتكرر يوميًا، وإنما يلاحظها الصبي بين الحين والآخر، وعادةً لا تتطلب مراجعة الطبيب إلا إذا كانت مستمرة ويصاحبها أعراض أخرى، مثل التورم أو الاحمرار أو التألُّم عند لمس المفصل.
بروز نتوء عظمة القصبة
في المرحلة العمرية بين 9 إلى 14 عامًا، قد يشكو بعض الأولاد أحيانًا شعورًا بالألم في الجزء الأمامي من مفصل الركبة، وتحديدًا تحت عظمة الصابونة (العظمة البارزة في مقدمة المفصل) خاصةً بعد ممارسة بعض الرياضات التي تعتمد على الساقين والقدم، مثل كرة القدم والجري.
الأمر الذي يحدث نتيجة تكرار فرد الركبة بصورة قوية في أثناء اللعب؛ ما يزيد الضغط على الضغط على:
- عظمة الصابونة والغضروف الواقع تحتها.
- الوتر الذي يربط بين عظمة الصابونة والقصبة.
ومن ثم يشعر الفتى بالألم، ومع استمرار الضغط قد تبرز هذه العظمة وقد ينفصل جزء منها وهي حالة تُعرف علميًا باسم متلازمة أوسغود شلاتر.
ويقتصر الأمر في هذه الحالة على تخفيف الألم بالعلاجات الموضعية والأربطة الداعمة للركبة إلى أن يختفي تدريجيًا مع الوصول إلى مرحلة البلوغ وتحول الغضروف إلى نسيج عظمي.
الرياضة العنيفة أبرز أسباب آلام مفصل الركبة في الشباب!
إن ممارسة الرياضات العنيفة أو التمارين المكثفة دون أخذ فترات راحة كافية يمكن أن يؤدي إلى إصابة المفاصل بالإجهاد المفرط لا سيما مفصل الركبة؛ ما قد يسبب تهيج الأوتار والأنسجة المحيطة بالمفصل ومن ثم الشعور بالألم.
ومن أبرز مشكلات الركبة التي قد يعانيها الرياضيون:
- إصابة الرباط الصليبي الأمامي.
- تمزق الغضروف الهلالي المسؤول عن امتصاص الصدمات بين عظمتي الفخذ والساق.
- التهاب الوتر الرابط بين الصابونة وعظام الساق.
وتختلف طريقة تخفيف الألم بين حالة وأخرى باختلاف أسباب آلام مفصل الركبة والجزء المتضرر من المفصل؛ إذ يمكن أن يكتفي الطبيب بوصف خطة العلاج المناسبة لكل حالة أو ينصح بالتدخل الجراحي إذا لزم الأمر.
ماذا عن أسباب آلام مفصل الركبة لدى كبار السن؟
لا يختلف أحدنا على أن آلام مفصل الركبة هي الأكثر شيوعًا بين كبار السن، والتي قد تكون أسبابها فسيولوجية (أي يرتبط ظهورها بالتقدم في العمر) أو مرضية، ونوضح كليهما بشيء من التفصيل فيما يلي.
أسباب آلام مفصل الركبة الفسيولوجية
قد يعاني المريض ألمًا الركبة الذي يتزامن مع التقدم في العمر جراء الإصابة بواحدة أو أكثر من المشكلات التالية:
خشونة الركبة
تعد خشونة الركبة أحد أبرز مسببات الألم في المفصل وأكثرها انتشارًا، إذ تشير الإحصائيات أنها تصيب نحو 60% من الذين تجاوزت أعمارهم الستين، ولم تكتفِ بهم إذ بلغت 30% في المرحلة العمرية بين 45 و55 عامًا إذ يرتبط الأمر بالعوامل الوراثية بصورة أو بأخرى.
وتعني تآكل الغضروف المسؤول عن سلاسة حركة المفصل؛ ما يسبب ألمًا يجعل صاحبه يؤدي أبسط الحركات البدنية بصعوبة بالغة إثر احتكاك العظام ببعضها البعض بصورة مباشرة.
هشاشة العظام
هي حالة تتسبب في انخفاض كثافة العظام وزيادة قابليتها للكسر؛ مما يسبب ضغطًا على مفصل الركبة ومن ثم الشعور بالألم، وتزداد حدة الألم إذا كان المريض يعاني في الأصل نقصًا في الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة العظام، مثل الكالسيوم وفيتامين د.
أسباب آلام مفصل الركبة المرضيّة
هناك بعض الأمراض التي تسهم بصورة مباشرة في معاناة آلام الركبة، ومنها:
التهاب المفاصل الروماتويدي
يعد التهاب المفاصل الروماتويدي أحد أمراض المناعة الذاتية، وفيها يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة المبطنة للمفاصل مسببًا التهابها وتآكلها بمرور الوقت، ومن ثم تلف المفصل، ولا شك أن المريض يعاني ألمًا متباين الحدة في كل مرحلة.
وسواء كان الألم بمفصل الركبة ناجمًا عن تقدم العمر أو الإصابة بأحد الأمراض، فإن الحل الجذري هنا يكمن في الخضوع لجراحات استبدال المفصل، والتي يجريها د. مثنى سرطاوي بأحدث التقنيات العالمية.
يُجري الدكتور مثنى عملية استبدال مفصل الركبة بالتدخل المحدود، عن طريق عمل شقوق صغير في محيط المفصل واستبداله مع الحفاظ على سلامة الأربطة والأوتار والعضلات المحيطة به؛ ما يمكن المريض من العودة لممارسة حياته الطبيعية خلال فترة وجيزة.
وختامًا لا يسعنا أن نخفيك سرًا عزيزي القارئ، إذ تعد السمنة المفرطة وما يؤدي إليها من عادات غذائية ويومية سيئة هم أشد أعداء المفاصل وأكثر أسباب آلام مفصل الركبة انتشارًا بين المراحل العمرية المختلفة.
لذا نوصيك بالحفاظ على وزنك، والحرص على اتباع حميات غذائية صحية مع إدراج بعض التمارين الرياضية الخفيفة ضمن جدولك اليومي؛ لتنعم بحياة لا يعكر صفوها الألم.