ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة | مدته وطرق تخفيفه

ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة​

بعد أن يغالب مريض خشونة الركبة أو التهاب المفاصل خوفه ويقرر الخضوع لعملية تغيير مفصل الركبة، قد تصير حالته النفسية أكثر سوءًا من ذي قبل لما يشعر به من الألم بعد العملية.

وهو في ذلك معذورٌ؛ إذ قد لا يتمكن من الحركة دون أن يستند على عكازٍ أو يستعين بأحد الأشخاص لمساعدته في القيام بأبسط الأنشطة اليومية؛ ما يدفعه للتساؤل كم يستمر ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة؟ وهل من طريقة تمكنني من التغلب عليه وممارسة حياتي بصورة طبيعية في أقرب فرصة؟ هذا ما يجيب عنه الدكتور مثنى السرطاوي في مقالنا اليوم.

هل يختلف ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة مع اختلاف الجراحة؟

في الحقيقة، تختلف مدة ما قد يعانيه المريض من ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة باختلاف نوع الجراحة التي خضع لها، وهو ما نتطرق إليه تفصيلًا في الفقرات التالية.

مدة الـ ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة بالجراحة التقليدية

يتطلب تغيير مفصل الركبة بهذه الطريقة إجراء شق جراحي كبير قد يتراوح طوله بين 15-25 سم، ليتمكن الطبيب من إزالة الأجزاء التالفة وتثبيت المفصل الاصطناعي الجديد والاطمئنان على مدى الحركة.

وحتى يلتئم الشق ويتأقلم الجسم على المفصل الجديد، قد يعاني المريض ألمًا حادًا في الأسبوع الأول بعد العملية إثر التورم والتهاب منطقة الجراحة.

ولا داعي للقلق، إذ تبدأ حدة الألم في التراجع تدريجيًا بعد مرور أسبوعين إلى 4 أسابيع، خاصةً مع الالتزام بما يصف الطبيب من مسكنات للألم ومضادات حيوية ومضادات للالتهاب، أي بعد مرور شهر تقريبًا.

وما بعد ذلك يسير على النحو التالي:

  • بعد 2-3 أشهر من العملية

يخف الألم ويقل مستوى التورم والالتهاب تزامنًا مع الالتزام بالأدوية الموصوفة والاستمرار على جلسات العلاج الطبيعي، وبداية تكيف الجسم -والجهاز المناعي تحديدًا- مع المفصل الجديد.

ومن ثم يتمكن المريض من الحركة مستعينًا بعكاز أو مشاية لإتمام بعض المهام الخفيفة في المنزل.

  • في غضون 3-6 أشهر بعد الجراحة

يتراجع مستوى الألم بصورة ملحوظة خلال هذه الفترة، فيصير أغلب المرضى قادرين على المشي والقيام بالأنشطة اليومية الخفيفة براحة أكبر.

ويختفي الألم تمامًا بعد مرور ما يقرب 12 شهر على العملية، ولا نخفيك سرًا فقد يشعر بعض المرضى بانزعاج خفيف في المفصل عند بذل مجهود شاق أو حمل الأشياء الثقيلة.

ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة، هل تقل مدته بالتدخل المحدود؟

أما عن عن مقدار ما يشعر به المريض من ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة ومدة استمراره إذا أُجريت الجراحة بالتدخل المحدود فيكون أقل مقارنةً بتلك التقليدية؛ إذ إن:

  • الشقوق الجراحية أصغر.
  • العضلات والأنسجة المحيطة سليمة لم تتضرر بإجراءات العملية.

ولعل هذا ما يحدّ من احتمالية النزف ويقلل حجم التورم، ومن ثم تقل مدة الشعور بـ ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة بهذه التقنية لدرجة يتمكن معها من العودة إلى المنزل في اليوم التالي للجراحة.

وبالتدريج يشعر المريض بالتحسن وتزداد قدرته على الحركة بصورة منفردة في غضون 4 إلى 6 أسابيع – أي شهر ونصف على الأكثر- ويتعافى المريض بصورة تامة بعد مرور 6 أشهر مقارنةً بعام كامل في الجراحة التقليدية.

وفي هذا السياق -عزيزي القارئ- لا بد من التنويه أن مدة الشعور بــ ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة بالتدخل قد تختلف زيادة أو نقصانًا تبعًا لعدة عوامل:

  • حالة المريض الصحية قبل العملية؛ إذ يكون مرضى السكري وأصحاب الوزن الزائد أكثر عرضة لمضاعفات العملية ومخاطرها المحتملة.
  • عمر المريض، إذ يحتاج كبار السن وقتًا أطول للتعافي ومن ثم يشعرون بدرجة أكبر من الألم مقارنةً بالأقل عمرًا.
  • مدى التلف في المفصل.

إلى جانب ذلك، تلعب مهارة الطبيب وخبرته في إجراء العملية بهذه التقنية دورها في تخفيف معاناة المريض من آلام ما بعد العملية.

ارفق بنفسك .. لا داعي للقلق

بسبب ما يعانونه من ألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة -سواء بالجراحة التقليدية أو التدخل المحدود- خصوصًا في الأيام الأولى، قد يشعر بعض المرضى بالندم لإجراء العملية وقد يظن البعض الآخر أنها فشلت.

والأمر في حقيقته لا يتطلب أكثر من اتباع بعض النصائح للتخفيف من ذلك الألم لحين التعافي بصورة نهائية، ومن أهمها:

  • تناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها المقررة، والتي قد تشمل -كما ذكرنا سلفًا- المسكنات الفموية أو الموضعية.
  • ضبط مستويات السكر وضغط الدم إذا كان المريض يعاني هذه المشكلات المزمنة.
  • وضع الكمادات الباردة على منطقة العملية لمدة 15 دقيقة عدة مرات على مدار اليوم لتقليل التورم وتخفيف الألم.
  • رفع الساق باستخدام وسادة تحت المفصل لتعزيز الدورة الدموية بها خصوصًا في أثناء النوم.
  • تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة دون حركة.
  •  استخدام العكازات أو المشاية في الأيام الأولى تفاديًا لزيادة الضغط على الركبة خاصةً إذا كان الوزن زائد.

ولا يمكننا أن نغفل أهمية الالتزام ببرنامج إعادة التأهيل الذي يوصي به الدكتور مثنى السرطاوي بعد العملية، وقد يتضمن جلسات العلاج الطبيعي وبعض التمارين الخفيفة والحرص على اتباع نظام غذائي صحي لمساعدة الجسم على التعافي والانطلاق في الحياة مرة أخرى في أقرب وقت.